بقلم **دلال المغريى :خلاف فتح حماس ما سببه

أخي ابن الفتح :

ان حركة التحرير الوطنية الفلسطيني فتح حركة تحرر تعمل من أجل تحرير الارض الفلسطينية من المحتل الصهيوني في الباب الاول من مهماتها الوطنية، و في سبيل تحقيق هذا الامر خاضت و ما زالت تخوض معتركات النضال العسكري و السياسي و ما يأتي بين هذا و ذاك من مهمات بنا ء الهوية الوطنية و الاحتفاظ بالاصالة الفلسطينية و الارتقاء بالمواطن الفلسطيني فكرا و عيشة.

اخي ابن الفتح :

ان خوض المعتركات السياسية و ان تكون في قمة الهرم القيادي لمهمات نضالية لشعب مكافح يعني بالضرورة ظهور الخصوم. و حركة فتح اختصم معها العديدون ممن انحازوا الى معسكرين : أما متحالف مع العدو الصهيوني، او منحاز الى مصلحة مغايره لا تحققها له مصلحتنا الوطنية العليا. و على الصعيد الداخلي لو طبقنا هذا المبدأ لوجدنا خصوم حركة فتح الداخليين منقسمون ما بين : خونة باعوا الوطن او الكرامة بتخاذلهم، او طامحين لهم مآرب تتعارض مع نهج حركة فتح فبحثوا لهم عن حلفاء أخرين.

أخي ابن الفتح :

ان مشكلتنا الحقيقية مع حركة حماس ليست مشكلة عقيدة و دين، ففينا المسلم و حامل دينه، و فيهم المسلم العاصي و الخارج عن حدود الله كما فينا. لم تكن مشكلتنا مع حماس هي الدعوة الاسلامية او الطائفية المذهبية، فنن أبناء الفتح عبارة عن جهد موجه لكنس الاحتلال عن أرضنا و لم نخرج الى الجماهير كمدرسة دينية جديدة لها مؤيدوها و معارضوها.

ان اسس الصراع ما بين الخصوم ان يوجد عامل مشترك يختصمون عليه ، و حركة فتح لا تعارض الدين و ليس من مهماتها معارضته او تصحيحه او الاجتهاد فيه ، و بالتالي تصبح لغة التكفير و التشيع لغة دخيله على الخلاف الاساسي و لا علاقة لها فيه الا في حال واحدة و هي : تعارض حركتين عقائديتين على فكرة عقائدية.

اخي ابن الفتح:

لم تتعارض معنا حركة حماس على صفة صلاة النبي عليه الصلاة و السلام.لم تتعارض معنا حركة حماس على تحريف في القرآن زندقة فينا او فيهم.لم تتعارض معنا حركة حماس على تحليل الحرام و تحريم الحلال منا او منهم.لم تتعارض معنا حركة حماس على شرعية الحجاب في القرآن الكريم.

أخي ابن الفتح :

لم تتعارض معنا حركة حماس على ان عليا ولي الله - فكر الشيعة - بين قبول احدنا له و رفض الاخرلم تتعارض معنا حركة حماس على ان عليا افضل من عمر و ابو بكر - فكر الشيعة - لم تتعارض معنا حركة حماس على رفض السنن النبوية من احدنا و قبول الاخر بها

كل هذا اتهامات زائفه لنا لا يجب ان ننجر اليها و تصبح ردودنا عليهم محصورة بها

اخي ابن الفتح

ان حركة حماس نشأت على نقيض الفكر الوطني الذي تحمله انت، فهي لا تعارضك دينيا فانت لست بكافر ، و لست بزنديق و لا تدعو الى الحاد. هي تعارضك في نهجك السياسي و تتخذ في سبيل ذلك كل السبل التي تشكك الناس بك و منها اتهامك في دينك