قالوا أحاطوا بصدَّام وما صدقوا == فالأُسد في أسرها كالأُسد في ي الأجَم
ياصاحب القيد،
أَبا عَدِيٍّ أَيَكْفي الشِّعْرُ مَنْزِلَة == لِكَيْ تُشَدَّ إلى عَلْيائِكَ الهِمَمُ
لا بَأْسَ بِالسَّيْفِ مَثْلومًا وَمُنْكَسِراً، == فَالسَّيْفُ لَيْسَ حَديدًا إنَّهُ شِـيَمُ
أَنْتَ الأَعَزُّ وَإنْ ساموكَ خِسَّتَهُم، == فَالصَّرْحُ يُهْدَمُ أَحْيانًا وَيُقْتَحَمُ
عانَدْتَ وَحْدَكَ أَقْدارًا لَهُمْ سَبَقَتْ، == ألا يَرِفَّ لَهُمْ في ساحَةٍ عَلَمُ
أَبا عَدِيٍّ عَبَرْتَ السّاحَ مُنْتَصِراً، == فرداً، فَلَوْ قادَهُمْ “جِبْريلُ “لانْهَزَموا
وَقَفْتَ وَحْدَكَ تَرْوي النَّفْسُ لَوْعَتَها == وَلَيْسَ في وُسْعِها خَوْفٌ وَلا نَدَمُ
تُصانُ بِالذُّلِّ أَمْـوالٌ وأَمْتِعَةٌ، == وَلا يُصانُ بِهِ عِرْضٌ وَلا شَمَمُ
لو جئت تطلب عز الذل مثلهمو، == بلغتَ أكثر مما جئتَ تَغتنِم ُ
لكن مثلك لا تُودي الحظوظُ به، == إن المروءة من أضدادها عِصَمُ
رَكِبْتَ صَعْبًا مِنَ التّاريخِ ضَيَّعَه، == مِنْ قَبْلِكَ الكَيْدُ وَالتَّسْليمُ وَالقِدَمُ
إنَّ العُروبَةَ بَدْءٌ لا يُسابِقُهُ، == بَدْءٌ وَعَلَّمَ كُلَّ النّاسِ ما عَلِموا
شُموسُ بابِلَ في الآفاقِ ساهِرَةٌ، == وَالكَوْنُ تَنْجابُ عَنْ أَنْحائِهِ الظُّلُمُ
َأَرْضُ كَنْعانَ وَجْهٌ لا يُغادِرُهُ، == حُلْمُ الدَّعِيِّ وَلا يَحْظى بِهِ حُلُمُ
قَلائِدُ الحَرْفِ أَجْراسٌ مُعَلَّقَة، == مِثْلَ النَّوارِسِ يَطْفو حَوْلَها النَّغَمُ
لَوْ قِيلَ مَنْ مَنَحَ الأَيّامَ رَوْنَقَها، == وَأَوْدَعَ الحَجَرَ الأَسْرارَ قِيلَ هُمُو
لكِنَّهُمْ غادَروا في حُلْمِ جَنَّتِهِمْ، == وَأَوْرَثوا جَنَّةَ الدُّنْيا لِغَيْرِهِمُو
ما كانَ حُلْمُكَ وَهْمًا كانَ أُمْنِيَةً، == أَنْ يُسْتَعادَ مِنَ الأَمْجادِ ما هَدَموا
مَضَيْتَ وَحْدَكَ إلا فِتْيَةٌ نَهَضوا، == مِنَ الرَّمادِ لِيُوفوا العَزْمَ ما عَزَموا
لَمْ يَبْقَ إلا دِماءٌ يَلْطِمونَ بِها، == وَجْهَ العَدُوِّ دَمٌ يَمْشي إلَيْهِ دَمُ
تَقَدَّموا المَوْتَ نَحْوَ المَوْتِ وَانْدَفَعوا، == لا يَعْبَأونَ بِمَحْذورٍ وَلَوْ سَلِموا
مَنْ قالَ إنَّ المَنايا حَتْمُها زَمَنٌ، == أَوْ قالَ إنَّ المَنايا ما لَها قَدَمُ
ذابَ الحَديدُ وَذابوا طَوْعَ أَنْفُسِهِمْ، == لَمْ يَبْقَ بُدٌّ، تَساوَى الذُّلُّ وَالعَدَمُ
داسُوا عَلى كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ عِزَّتِهِمْ، == عاشوا وَماتَتْ عَلى أَقْدامِهِمْ أُمَمُ
أَبا عَدِيٍّ وَأَنْتَ الآنَ في قَرَنٍ، == مَعَ الفَجيعَةِ هَلْ يودي بِكَ الأَلَمُ
لا بَأسَ في فارِسٍ أَوْدَى عَلى شَرَفٍ، == وَحَوْلَ نَعْلَيْهِ مَوْجُ الغدر يَلْتَطِمُ
إنَّ العُروبَةَ أُمٌّ أَنْجَبَتْ وَقَضَتْ، == وَأَنْتَ آخِرُ مَنْ بَرُّوا بِها وَسَمُوا
آتى بك الشوق من آفاق أمنية، == تمشى على الارض إلا انها حلم
أتَيـت قوما بِغالُ الناس تحكمهم، == والبغْلُ حتمٌ عليهِ الذُلّ والعُقُمُ
متنا بهم مثلما ماتوا بنا، عجباً!، == نحن الحضيض وهم في قاعه قِمَمُ
لو لم يكن غيرهم في الأرضِ ما سَلِموا، == من الَهوانِ وسادَتْ في الدُّنى البُهُمُ
عبءٌ على الظُلمِ حتى مَلَّ ظالِمُهُم، == ”وأمُّ بلقيسَ” فيهِمْ حاكمٌ غَشِمُ
يا “أم بلقيسَ” شيخاًً كنتَ أو ملكاًَ، == ما عَيْبُ صدّامَ دون َ الناس ِ كلهِّمو
هل كان صدام ذ ئبا حين يحرسكم، == من الذئاب ويدري أنكم غََنَمُ
صدام أقدس نعلاً من عمائمكم، == وقُدس نعليه في أعراضكم حَََرَََمُ
كلُّ الشعوب لها في عُنقِِكُم قَدَمٌ، == خل العراق له في عنقكم قدم
ضِقتُمْ بِنَعلٍ لها قُربى وقد نَزلَتْ، == رُبوعَكم من نِعال المُعتدي أمَمُ
هَل عَزَّ يّوما ً لَكُم مُلكٌ وهَل سَلِمَت، == لَكُم بِلادٌ وهَل صِينَتْ لَكُم حُرَمُ
كيف استفقتم كان البعث داهمكم، == بل كيف طالت لكم مثل اللحى همم
ياصاحب القيد هذي الحال ملحمة، == وسيد الروح فيها الحزن والالم
ياسيد القيد أعطيت المنى سببا، == لم تهزم المسخ لكن سوف ينهزم
فتحتَ للرفضِ باباً كيف يُغلقه، == فالكونُ رَحبٌ وفيه غيرنا أممُ
يا سَيِّدَ الرُّوحِ إنَّ الرُّوحَ مَنْزِلَةٌ، == مِنَ اليَقينِ بِها المَخْذولُ يَعْتَصِمُ
عاشوا وماتوا على أقدامهم عبثا، == وَما عَبَثْتَ فَإنَّ الحُرَّ مُلْتَزِمُ
عَبَرْتَ لُجَّكَ في الأَيّامِ مُقْتَحِمًا، == ما العمرُ إلا مدى ما أنت مقتحمُ