تقرير بقلم حسن عصفور

ثقافة الإختلاف .. الغائبة!
2008-03-19 08:55:00

---

بقلم/ حسن عصفور

في خطوة تعبر عن وعي وإدراك عميق بالخطر، الذي يتعرض له المجتمع الفلسطيني وليس النظام السياسي فقط أعلن'المرصد الوطني للإعلام' في قطاع غزة عن عقد ندوة تحت عنوان'ثقافة الإختلاف' سيحاضر فيها أحد أبناء الاتجاه الإسلامي ورموزه في فلسطين وشخصية تعمل دفاعاًعن حق الفلسطيني في الحياة.



وأكثر من يثير الاهتمام في هذه المسألة'ثقافة الإختلاف'توقيت وزمن ومكان الندوة،فالانقسام الوطني القائم اليوم هو الأخطر على المشروع الوطني: شعباً وقضية ليس فقط لأنه استخدم القوة المسلحة لإجراء الانقلاب الدموي ، بل ما نتج عن ذلك الانقلاب من آثار سياسية واجتماعية من جهة وما أنتجه من حالة انقسام في الوعي والثقافة لجهة التعصب والتحزب غير المسبوق.



فضاقت مساحات الإختلاف الى حد الصفر،بل أنها باتت تنتج ثقافة تمثل خطراً يحتاج الى سنوات طويلة لمعالجة آثاره يفوق آثار الانقلاب السياسي ، ثقافة تتعامل مع الآخر أما خائن أو كافر أو مرتد أو قاتل دموي وجاهل ومتخلف ومرتبط بأجنبي،ما يسود اليوم من مصطلحات'يستخدمها' 'المتجادلون' سواء إعلامياً أو سياسياً لا تخرج عن حدود تلك الثقافة، التخوين والإقصاء والتدمير، ثقافة لم تكن يوماً مكوناً فعلياً من مكونات' الجدل السياسي'الذي ربما ما شهدته الساحة الفلسطينية ولم تشهده، ساحة أخرى،إلا أن ما نعيشه اليوم لا سابق له،ليس فقط في حجم الجريمة بل في الهوة التي تنزرع داخل المجتمع ابتعاداً عن الآخر'إنتاج ثقافي' تشعر أنك لم تعد تعيش في فلسطين التي كانت رمزاً من رموز ' الإختلاف' الديمقراطي ودرجة، التعامل المتحضر مع الآخر( الوطني).



المعركة التي يفتتحها'المرصد' تجاه 'ثقافة الإختلاف' يجب أن تتحول لمعركة سياسية- ثقافية كي نحمي مستقبل أجيال 'الشعب الفلسطيني' من مخاطر لا حدود لها، معركة وطنية على الجميع الوطني أن يدرك أن المستقبل السياسي الذي أخذ يترنح تحت ضربات إسرائيل العسكرية والسياسية وضيق الأفق من أهل حماس خاصة'مشيختها' ذلك المشروع يتطلب معركة لترسيخ قسم تحترم الآخر مهما كان حجم الإختلاف فلا سيطرة لاتجاه للأبد مهما أعتقد بعض ملوثي العقل، الذين أطلقوا تصريحاتهم بعد فوز حماس بالانتخابات .



وكذلك ما حدث لفتح التي اعتقد بعضهم أنهم يورثون فلسطين فلم يدركوا قوة التغيير.



إن النقاش الوطني لتعزيز مفاهيم كيف نختلف وكيف نحترم حق الإختلاف هو سياج لحماية شعب حقاً وليس عبارات من التجامل السياسي بين الأطراف السياسية..