نص رسالة الأسير مروان البرغوثي

سيادة الأخ حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية حفظه الله

سيادة الأخ أبو مازن رئيس دولة فلسطين حفظه الله

سيادة الأخ عمرو موسى رئيس جامعة الدول العربية حفظه الله

القادة العرب والحضور الكرام

الإخوة المشرفين على إقامة مؤسسة الشهيد الخالد ياسر عرفات المحترمين

ان يعلن عن إقامة مؤسسة الشهيد ياسر عرفات من مصر العروبة، مصر عبد الناصر، مصر النيل العربي المتدفق في شرايين الأمة ورموز الهوية ، وبهذا الاحتضان العربي الدافيء والأصيل وتحت علم جامعة الدول العربية ، وبحضور القادة والمسئولين العرب ، فهو إنصاف عادل للتاريخ والذاكرة وتعديل ثوري جريء للواقع الذي يصرخ فبنا كل لحظة، يطالبنا باسم الشهداء وتضحيات أبنائنا وباسم تاريخنا القومي ورؤيتنا المشتركة أن نحمي طهارة دماء الشهداء الخالدين ورسالتهم ، وان نصون عذابات المعتقلين والمشردين، أن نحمي فلسطين الوطن والجوهرة من الضياع والاحتلال والاستلاب.......
كل التقدير والاحترام للجهود العظيمة التي بذلت وبرعاية الرئيس أبو مازن وكافة الأخوة والمسئولين والأصدقاء في إنشاء هذه المؤسسة التي هي اكبر من مجرد مؤسسة لتخليد سيد الشهداء ومؤسس الكينونة الفلسطينية، رمز الأمة والنضال الوطني والإنساني أبو عمار، بل هي مؤسسة تعلن عن ثبات العلاقة العضوية المستمرة وبلا قطيعة بين الأرض وتاريخها وشعبها ولغتها وأحلامها الكبيرة.
إنها مؤسسة يدوي فيها صوت الشهيد ياسر عرفات ، الصوت الأعلى والأقوى، الداعي إلى سلام الشعوب بحق الشعوب، السلام القائم على العدل والمساواة وحق تقرير المصير.
انه صوت فلسطين، الحي، برؤية لم يسعها المكان والزمان، صوت فيه طاقة رجل قاتل من اجل الحرية واستشهد من اجل الحرية.

مؤسسة اكبر من تجميع تراث ورسائل وشهادات وكتب ورموز لتمتد وتصافح شعبها بأيدي أبو عمار،بنظرته إلى الشعب العميقة بالإيمان بالله وأنبيائه، الإيمان بالنصر وبزوال الاحتلال، الإيمان بالتعددية الثقافية والدينية التي تمنح بلادنا خصوصيتها المضادة للعنصرية الإسرائيلية والإيمان التام أن هذا الشعب قادر على الحياة والعيش المشترك وبناء حضارته ومستقبله وإنسانيته بكل جدارة واقتدار.
الإخوة والأخوات :

أشكركم لأنكم أعطيتم لي الفرصة أن افتح شباك الزنزانة قليلا، وأخاطبكم في هذه المناسبة العظيمة وأمام رجل عظيم ، لأكون قريبا من ياسر عرفات، استعين ببصيرته التي تخرق جدران السجن وأسلاكه الشائكة، الحاضر دوما فينا، القاهر المستمر للجلاد، الساخر من دولة اسرائيل التي تحولت إلى معسكرات وسجون وبنت حول أحلامها جدرانا وغيتوات ليصير شعبها ليس أكثر من آلات تطلق النار وتغرق في دماء الآخرين.

نحن الأسرى الفلسطينيين الموزعين على ثلاثين سجنا وآلاف المؤبدان، نقول لياسر عرفات الحي فينا فكرة وقضية بأننا لن نتخلى عن ثالوثك المقدس، الحرية والمحبة والسلام، سنواصل حركتك في الدفاع عما تبقى فينا من ارض وهواء وسماء.

هذه هي أرضك، وهذا هو شعبك الصابر ابدي الشجاعة ،والاصرارعلى التمسك بهويته واستقلاله وسيادته، إصرار على البقاء والتعبير عن الهوية الوطنية والثقافية والمساواة والتعايش المتوازن ورفض إملاءات القوة والقتل والفاشية وإنكار حقوق الآخرين.

الإخوة والأخوات :

لن يستوي الاحتلال مع السلام ولن يستوي السجن والاستيطان والحواجز والجدران مع السلام الحقيقي والعادل، هذا هو صوت أبو عمار ولن يفتح الباب كما توهم البعض بغياب ياسر عرفات على قبول الشروط الإسرائيلية التعجيزية، فلم يتبق لنا ما تتنازل عنه أمام فرض الحقائق المفجعة على أيدي قوات الاحتلال على ارض الواقع، ولن يأتي بعد عرفات من يقبل الدولة المؤقتة ، دولة المعازل والكنتونات والعبيد دولة مكبلة بالأغلال والحصار والتجويع .

لا زال السجانون قلقون لان العرفاتية ليست فردا بل تعبيرا عن روح شعب حي يقاتل بإنسانيته وأخلاقه أعداءا لازالوا يبحثون في دمنا عن أرضهم الموعودة المفقودة من التاريخ والرواية.
لتكن مؤسسة الشهيد ياسر عرفات هي حكايتنا، حكاية شعبنا المعذب وحكاية الوحدة الوطنية ومدرسة التعددية والتي لم يفهمها البعض، مدرسة لتعيد الرشد والصواب إلى من قسموا الوطن وانقلبوا على راية منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الفلسطينية التي دافع ومات ياسر عرفات في سبيلها.
لتكن مؤسسة الشهيد ياسر عرفات هي العودة إلى ارض الذات ،ارض العروبة وينبوع الثقافة ،تفتح النوافذ واسعة على المجتمع الدولي والشرعية الدولية وكل العالم الذي تأخر كثيرا في إنقاذنا من الموت المتواصل والاحتلال الظالم

احرصوا أيها الأخوة أن لا تتحول المؤسسة إلى مجرد إيقونة بل إلى فكرة ساخنة تفجر فينا طاقاتنا الإنسانية المبدعة ، وتحرضنا دائما على الوحدة والحرية.

أشكركم مرة أخرى

المجد كل المجد للشهيد الخالد ياسر عرفات

المجد للشهداء

الحرية للأسرى

اخوكم
مروان البرغوثي

زائر

زائر

زائر