الدراجات النارية خطر يطارد اهل غزة

راكبوها غير مؤهلين..."الدراجات النارية"... قاتل متجوّل يطارد الفلسطينيين في شوارع غزة



الاستقلال / يوسف صادق
لم يكن الشاب حاتم جودة (30 عاماً) الذي ابتاع دراجة من مدينة العريش المصرية مؤخرا، أسوة بالمئات من الفلسطينيين الغزيين، أن تلك الدراجة ستكون بمثابة "النعش الطائر" الذي يقربه من حتفه أكثر فأكثر!!
فما هي إلا لحظات بعد أن خرج جودة من منزله بمدينة رفح يقود دراجته النارية لينطلق بها بسرعة الموت الذي يلاحقه.. حتى دخل هو ودراجة في محل تجاري بالمدينة بعد أن فقد السيطرة على قيادة الدراجة لتزهق روحه في الحال ويصيب اثنان آخران من المواطنين.
حاتم.. هو واحد من ثلاثة عشر شاباً راحوا ضحية تلك الدراجات، فيما أصيب عشرات آخرين عدداً منهم في حالة الخطر الشديد جراء حوادث سير تسببت فيها دراجات نارية بحسب الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حوادث الدراجات النارية خطيرة جداً بسبب قيادتها الصعبة وعدم تمكن سائقيها منها.
فمئات الدراجات النارية تم شراؤها بعد فتح الحدود مع مصر ملأت شوارع غزة وأصبحت تباع في الأسواق العامة دون النظر إلى خطورتها أو محاولة تعلم كيفية استخدامها والتعامل مع سرعاتها، وهي مشكلة حقيقية لسائق يجهل كيفية استخدامها وآلية التوقف، وربما يجهل تشغيلها في الأساس.
ويعود إقبال المئات من الغزيين على اقتناء الدراجات النارية بحسب المراقبين الى شحها في أسواق القطاع المحاصر، ولرخص أسعارها في الأراضي المصرية مقارنة مع الأسواق الغزية، بالإضافة إلى اعتبارها وسيلة تنقل سهلة ورخيصة في ظل غلاء أسعار المواصلات في القطاع وشح الوقود.
من جانبه أوضح المواطن محمد السقا "58عاماً"، أنه لم يتمكن من النوم بسبب سباقات الدراجات النارية التي كانت تمر من فترة إلى أخرى في شارعه الذي يسكنه، مشيراً إلى خطورة الدراجات على من يقودها وعلى المارة كذلك، خاصة وأنه من المعروف أن الدراجة النارية هي أسرع الطرق للموت على الطريق، لخطورتها على من يقودها.
وأكد السقا على أهمية ألا يقود أحد الدراجات النارية إلا بعد أن يتدرب عليها ويستخرج رخصة لقيادتها، منوهاً إلى مشاهدة كبار وصغار من مختلف الأعمار في قطاع غزة يقودون هذه الدراجات دون أي تدريب مسبق عليها، معتبراً أن البعض يهوى قيادتها واقتناءها تلبية لهوايتهم دون النظر إلى المخاطر التي يمكن أن تسببها الدراجة النارية على السائق وعلى المارة.
ويرغب عبد الله العبادلة (22 عاماً) الذي يمتلك دراجة نارية في التوجه إلى مدارس تعليم السياقة من أجل التدرب على قيادتها والحصول على رخصة خاصة لذلك، وقال لـ (الإستقلال) إنه اقتنى الدراجة ليخفف عن نفسه عبء المصاريف ويتنقل بسهولة في أي وقت إلى جامعته في غزة دون عناء البحث عن مركبة، في ظل نقص الوقود وارتفاع أجرة المواصلات.
ولكثرة الحوادث في الأسابيع الأولى من شراء الدراجات النارية في غزة، قال عبد المنعم شعت، وهو صاحب محل لتصليح الدراجات النارية ويتمتع بخبرة كبيرة في قيادتها في خان يونس جنوبي قطاع غزة، قال "هناك إزدياد ملحوظ في تصليح الدراجات هذه الفترة، رغم ارتفاع ثمن بعض القطع المستخدمة في التصليح، لافتاً إلى أن اقتناء الدراجات النارية كما يروي أصحابها عائد إلى ضيق الحال وقلة الدخل اليومي لدى المواطنين، إضافة إلى ارتفاع أجرة المواصلات".
وأوضح شعت أن عدداً كبيراً ممن يصلحون دراجاتهم النارية يجهلون أي شيء عنها، مشيراً إلى أن كثرة استعمالها تؤدي إلى اختلاف في صوت الماتور وارتخاء في البراغي الأساسية للدراجة، لافتاً إلى أن الجهل بها وعدم معرفة استخدامها من أهم أسباب وقوع حوادث طرق يمكن أن تودي بحياة السائق والمارة.
إجراءات ضرورية
ونظرا للمخاطر التي قادتها تلك الدراجات على المواطنين في غزة، فقد أعلنت دائرة المرور بالشرطة المقالة، مطلع الاسبوع السبت,عن البدء بحمله مرورية بحق الدرجات النارية الغير مرخصة.
وبيّنت الدائرة على لسان المقدم عبد السلام إسماعيل هنية في تصريحٍ صحفي أن هذه الحملة ستشمل كافة محافظات غزة, وسيقوم المكتب الفني التابع لإدارة المرور بالإجراءات المطلوبة والتي ستشمل إيقاف هذه الدراجات والتأكد من أوراقها الثبوتية.
وأوضح المقدم هنية أنه لا يحق لسائقي الدراجات القيادة دون الحصول على رخصة تمنحه حق السير بها على الطرقات وإلا سيتم مصادرتها حتى حصول سائقها على الرخصة وستأخذ إجراءات قاسية بحق المخالفين.
وأشار المقدم هنية أن الدرجات النارية حصدت أرواح ثمانية وإصابة أكثر من 70 من المواطنين وإنها أصبحت تشكل خطراً حقيقياً في الشارع الفلسطيني.
وطالب أصحاب الدرجات النارية بالتوجه إلى مدارس القيادة والحصول علي رخص قياده خاصة بدرجاتهم.