توصل باحثون ألمان إلى أن تقليل نسبة تناول الحلوى والفيتامينات قد يساعد المرء على أن يحيا حياة أكثر صحة ويزيد من معدلات الأعمار.
ووجد الباحثون أن تقييد استهلاك الغلوكوز -وهو سكر بسيط يوجد في أغذية كالحلوى تعد مصدرا رئيسيا لطاقة الجسم- بدأ عملية أدت إلى إطالة فترة الحياة لبعض الديدان بنسبة تصل إلى 25%.
وقالوا في دراسة نشرت في دورية "التمثيل الغذائي للخلايا" إن الأساس هو رفع مستوى "الشوارد الحرة" وهي جزيئات غير مستقرة يمكن أن تدمر الجسم والتي يحاول الناس عادة التخلص منها باستهلاك أطعمة ومشروبات غنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامين "هـ".
وقال مايكل ريستو المتخصص في علم الغدد الصماء بجامعة جينا والمعهد الألماني للتغذية البشرية الذي أشرف على الدراسة إن تقييد استهلاك الغلوكوز دفع الديدان في البداية إلى إنتاج عدد أكبر من "الشوارد الحرة"، لكن بعد ذلك بنت سريعا دفاعات ضدها تستمر لفترات طويلة.
شوارد حرة:
وأضاف "خلال العملية أنتجت الديدان عددا أكبر من الشوارد الحرة والتي تؤدي إلى تنشيط دفاعات ضدها داخل الديدان"، مشيرا إلى أن "الشيء السيئ يؤدي في النهاية إلى شيء طيب".
وأكد ريستو أن الجسم يحتاج إلى غلوكوز، لكن تناوله بكثرة أمر غير صحي.
ويعرف العلماء منذ فترة طويلة أن تقييد مقدار السعرات الحرارية في الديدان والقردة يطيل العمر، لكن هذه الدراسة ضيقت من نطاق هذه الفكرة بشكل أكبر إلى الغلوكوز.
واستخدم الفريق الألماني عنصرا كيماويا يمنع الديدان من القدرة على معالجة الغلوكوز، وهي عملية أدت إلى إطالة فترة عمرها بنسبة تصل إلى 25% بما يعادل 15 عاما لدى البشر.
وقال ريستو إن الديدان التي لم يكن بوسعها الاعتماد على الغلوكوز زادت من مصادر الطاقة في خلايا معينة من أجل الدعم، وهذا النشاط أنتج مزيدا من الشوارد الحرة التي ولدت في المقابل أنزيمات عززت من الحماية على المدى الطويل ضد الجزيئات الضارة.
لكن مضادات الأكسدة والفيتامينات التي أعطيت لبعض الديدان محت هذه المزايا من خلال العمل على تحييد الشوارد الحرة ومنع الجسم من توليد دفاعاته.
واستخلص الباحثون أن "هذه النتائج الأخيرة توحي مؤقتا بأن الاستخدام الواسع لمضادات الأكسدة كمكملات غذائية لدى البشر ربما يؤدي إلى تأثيرات غير مستحبة".