أخي في أرض ِ أجدادي ترامى *** شهيدا ً صان َ دينا ً واستقاما
شهيدا ً دون قبر ٍ أو مكان ٍ *** لمثواه الشمال غدا مقاما
له عمرٌ بعمر ِالزهر ِ صِغرا ً *** فلم يبلغْ شبابا ً واحتلاما
فجائته سيوفُ الظلم ِ جورا ً *** وحبلُ الكفر ِ قد كسرَ الرغاما
فأرْدوه وكان الأفقُ يروي *** على جثمانه زرعوا السهاما
تكفنه الدماءُ كأنّ شمسا ً *** يكفنها أصيلٌ لن يراما
رثيتكَ في الكلام فأنت رمزٌ *** لمنْ ركبَ الشهادة َ والحُساما
فلمْ أعلمْ بأشجع َ منك رجلاً *** يطولُ الموتَ مرات هياما
بكيتك َ بالجراح ِ أخي نجاح ٍ *** وقلبي فيك َ قد فقد َ المناما
حزينا ً والمُدى ذكرى بقلبي *** صباك على جوامحها استراما
فلولا أنت لله شهيــــــــــدٌ *** لحزنــــــي مزمن بلغ الحماما
***
شهيد قبْرُك الوضّاءُ يبقى *** عراقا ً يمنح الدنيا السلاما
فهذي أرضُنا مُلئتْ قبورٌ *** وأوصَالٌ مُمزَّقة ٌ قِساما
شباب ٌ كالأسود تسيرُ قدما ً *** لنيل ِ شهادة ٍ, شدتْ حِزاما
وخيرُ الجُود في الدنيا كرام ٌ *** إذا أعطتْ فتعطينا اقتحاما
وفوق الجود ِ درب من دماءٍ *** تفيضُ الروحَ لله اعتصاما
**************
سميح المدهون قد صرتَ وهجا ً *** بصدر فلسطين تعلو وساما
شهيدٌ أنت قد قدَّمْت روحا ً *** فحاميتَ العقيدةَ والكراما
فروحك في رضاء الرب تسمو *** وجسمك ُ في غياب القبر ناما
ركبتَ الموتَ لم تخضعْ بذل ٍ *** لكفر ٍ قد علا دهْرا ظلاما
يعانقكَ الخلودُ بكل دفء ٍ *** فأنتَ الخالد ُ الباقي سلاما
وحِقكَ لن يَنالَ الظلمُ نصرا ً *** بقتل ِ الصالحينَ ولا زماما
فأنتَ الصبحُ في ركبٍ مضيءٍ *** حوى خيرَ الفراقد والعظاما
أخي مرحى لروحك في العوالي *** إلى الإسلام نزفك قد تسامى
صَعدتَ مفاخِرا ً دَرَجَ المنايا *** فعانقتَ المصائبَ والجساما
وهبتَ النفسَ للإسلام ِ طوعا ً *** فطاولتَ المشانقَ والظلاما
ولاحتْ من دِماك شموسُ فجر ٍ *** يفجّرُ ضوءَها عزمٌ ترامى
نفاخر في دماك بكل عصر ٍ *** وتفتخرُ الأصولُ بك التحاما
شهيد أنت حقٌ لا خلافا ً *** فقتلك َ كان َ لله ِ احتكاما
تعيشُ الآن في جنات ِ عدن ٍ *** وندُّك شاربٌ قيحا ً زقاما
ترفرفُ رُوحك البيضاءُ طيرا ً *** على أرض ِفلسطينِ هُدا وئاما
شهيدٌ يا أخي نسل ُ السراجي *** لقد ضحّيْتَ لم تخلعْ حِزاما
شهيدا ً قيل َ من أرداه سيفٌ *** يُساند ُ ظالما ً يحمي سِقاما
ولكن َّ الشهيد َ قتيلُ دين ٍ *** يقاومُ صادقا ً نهجا ً حراما