لمهزلة السياسية،والمناكفة،وحرب الأعصاب والأرزاق والإقصاء التي انتهجتها كلا من رام الله وغزة ،اثرت بشكل سلبي في اتجاه تشتت وضياع الهدف الأساسي ،واختزال القضية بشراء الأنصار والتحكم بعباد الله من خلال الرواتب،فمنذ الإضراب الذي أعلن عنه اتحاد المعلمين فى رام الله واتساع رقعته ليشمل الصحة وكافة القطاعات الأخرى،عاش الاف الموظفين ولا زالوا أياما صعبة ،حائرين ضائعين خائفين من مستقبلهم الذى بات مظلما،فالإشاعات المتناثرة هنا وهناك،والتى هى جزء من الحرب النفسية والإعلامية التى ينتهجها الطرفين،أصابت الكثير من الموظفين بحالة من الهستيرية،وعملت بصورة واضحة في اتجاه تفسخ المجتمع وتفتته،ووصل الأمر إلي تفسخ العائلة والأسرة التي انقسمت على نفسها،بين ضغط الانتماء وضغط الراتب والضمير.
ففي حادثة قد تكون الأولى التي نسمع بها ولكن بكل تأكيد إذا استمر الانقسام لن ولن تكون الأخيرة،فقد أقدم مواطن غزى على تطليق زوجته أم أولاده لأنها رفضت الاستمرار بالإضراب وقطعته متوجهة لعملها.
زوجتي غبية
وفى حديث للزوج مع مراسل وكالة قدس نت عطية شعت قال بعد ساعات فقط من تطليقه لزوجته وذهابها لبيت أهلها ،أنا طلقت زوجتي لأنها امرأة غبية ،فقد التزمت بالإضراب منذ اليوم الأول واستمرت مضربه حوالي عشرة أيام ،صحيح أنها كانت خائفة ومتوترة جدا على مستقبلها وخاصة في ظل تزايد الإشاعات والتصريحات النارية من الطرفين،ووضع الأسماء الكيدية على شبكة النت لأسماء موظفين ملتزمين بالإضراب،كانت تقريبا لا تنام خائفة أن تقطع رام الله راتبها خاصة وان إخوانها من حماس،وكانوا هم أيضا يضغطون عليها ويحثوها على عدم الالتزام في الإضراب،فكان الضغط عيها من كل اتجاه،هذا الضغط نقلته لى وقد قررنا بعد حديث مطول ان تلتزم بالإضراب مع رام الله ،لأنها الحكومة الشرعية المعترف بها عربيا ودوليا،وهذا يعنى ان راتبها ومستحقاتها وتقاعدها مضمونين.
خطاب إسماعيل هنية
ولكن كل ما اتفقنا عليه ضاع بعد خطاب إسماعيل هنية الذي أمهل الموظفين يوما واحدا فقط للعودة للعمل وان المتخلفين ستتخذ بحقهم إجراءات منها الإقصاء،فخافت على مكانتها الاجتماعية وقالت لي أنا سأذهب غدا للعمل ،ولكنى رفضت ،وبعد حديث مطول اتفقنا أن تستمر بالإضراب لحين فكه،وفى حال استمراره تجلس في البيت مثل آلاف الموظفين وستتقاضى راتبها معززة مكرمة، ونمنا ونحن متفقين على ذلك،
خانت الاتفاق
استيقظت من النوم الساعة العاشرة صباحا ناديت عليها لم أجدها اعتقدت أنها ذهبت للسوق ولكن الفأر بدأ يلعب في عبي عندما تأخرت ،فاتصلت عليها فقالت لي أنا في الطريق وعندما وصلت إلى البيت قالت لي أنا اليوم ذهبت إلى عملي وهذا قراري النهائي ولا عودة عنه خاصة وأنها أمضت تعهد وهذا يعنى أنها التزمت بشرعية غزة،وبالتالي ستضيع عليها كل مستحقاتها وتقاعدها في المستقبل،
نشبت بيننا مشادة كلامية تطورت وأمام تعنتها قمت بتطليقها وها هي الآن عند أهلها وفى ناس بتحاول تصلح بينا ومش عارف شو راح يصير إن شاء الله خير.
كنت أتمنى أن أقابل رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية لأعرض عليهم آلاف القصص والحكايات لبيوت واسر دمرت بالكامل بسبب الانقسام المقيت،فقد زرعوا الحقد والخوف بين أبناء الشعب الواحد،بل بين أبناء الأسرة الواحدة.