كان في غرفته، يلملم ملابسه في حقيبة إلى جانبه وباقي متعلّقاته على المنضدة القريبة. كانت استقالته موقّعة ومختومة حسب الأصول، وبجوارها تيكت ون-واي إلى أوروبا.
كانت ملامح وجهه في تلك اللحظات تنطق بالحزن والكآبة والإحباط واليأس وقلّة الحيلة... مع دهشة مزمنة ارتسمت عليه منذ فترة ليست بالقريبة مع الاعتراف بالعجز والفشل....
إبليس راحلٌ عن الوطن العربي إلى غير رجعة... فليفرح المؤمنون...
- وين يامهون؟ ليش عم بتضب اغراضك؟
- يازلمة ما ضلّلي قعدة عندكن، إلي سنين عاطل عن العمل وقرّبت أموت من الجوع.. ما بلاقي معك سيجارة يا أخوي ؟ مو مأثر فيكن لا وسواس ولا خنّاس!!!
كنت زمان بوسوس للوحدة تترك ابنا يبكي وهي بتحكي مع جاراتها، هلأ صاروا لحالهم يرموا اولادهم في الحاوية أوّل مايجوا!
كنت أوسوس للواحد أنو ينسى يسمّي بالله قبل ماياكل، هلأ بطّل حدا يلاقي شي ياكلو !!!! يازلمة إذا أنا إبليس وتسمّمت بالشاورما!!!
كنت كمان بوسوس للشب يرميلو كلمة ع البنت وهي ماشية بالشارع، صاروا البنات يعاكسو الشباب بكلام أنا نفسي بخجل أحكيه! إنتو بدكن إبليس إنتو؟! خلوني أبعد عنكن وارتاح!!!
صار عندكم فائض في الفساد بكفّي 30 سنة لقدّام، صرت أخاف على حالي منكم!!!!
يازلمة مرّات بضطرّ أوسوس بالمقلوب وأقول للمسؤول إرحم، وللحرامي بكفّي خلّي شويّ للحراميّة يلي رح ييجوا من بعدك!
يعني إذا إنتو لحالكون بتعملوا كل هالبلاوي، أنا إبليس شو بدي أعمل؟؟؟؟ أشتغل شوفير تكسي يعني ولاّ أفتح صالون حلاقة؟؟؟؟
ماضلّ عليً غير أقدّم للأوقاف يعيّنوني واعظ أو إمام جامع!
ثمّ فتح إبليس الباب وانطلق خارجاً إلى غير رجعة!!
....زمن الحب.....