نشأته
ولد محمود عباس عام 1935 في قرية "صفد" في فلسطين عندما كانت تحت الانتداب البريطاني فهو من لاجئي عام 1948 الذين تم ترحيلهم إلى سوريا وإبعادهم عن الوطن الأم.
الحياة العملية
تلقّى عباس تعليمه من جامعة دمشق بسوريا, ثم انتقل إلى القاهرة لإكمال دراسته وحصل على البكالوريوس في القانون، بعد ذلك اتجه إلى موسكو لأداء رسالة الدكتوراه في التاريخ, وكانت رسالته عن "العلاقة بين قادة النازية وقادة الحركة الصهيونية" والتي تطورت لتصبح كتاباً من قبل "دار ابن رشد" للمطبوعات.
الحياة السياسية
أبو مازن هو أحد مؤسسي حركة فتح - الفصيل السياسي الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية - الذين لا يزالون على قيد الحياة, فهو ثاني أبرز المسئولين الفلسطينيين بعد ياسر عرفات، وكونه كذلك فان لشخصيته أهمية رمزية بالنسبة للفلسطينيين.
بدأ نشاطه السياسي من سوريا، ثم انتقل إلى العمل مديرا لشؤون الأفراد في إدارة الخدمة المدنية في قطر ومن هناك قام بتنظيم مجموعات فلسطينية واتصل بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح), التي كانت وليدة آنذاك وقد أصبحت هذه الشخصيات في سنوات لاحقة, شخصيات رئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية.
بالإضافة لذلك شارك في اللجنة المركزية الأولى لكنه ظل بعيدا عن مركز الأحداث نظرا لوجوده في دمشق, وأصبح عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968.
وفي تاريخ 1 يناير/ كانون الثاني 1977 قاد المفاوضات مع الجنرال "ماتيتياهو بيليد" التي أدت إلى إعلان مبادئ السلام على أساس الحل بإقامة دولتين.
منذ عام 1981 أصبح أبو مازن عضو اللجنة الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية كما تولى حقيبة الأراضي المحتلة بعد اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد ).
محادثات السلام
ويعتبر أبو مازن على نطاق واسع مهندس اتفاقية أوسلو، ورافق ياسر عرفات في زيارته إلى البيت الأبيض عام 1993 للتوقيع على اتفاقية أوسلو.
بدأ المحادثات السرية مع الإسرائيليين من خلال وسطاء هولنديين عام 1989 ونسق المفاوضات أثناء مؤتمر مدريد, أشرف على المفاوضات التي أدت إلى اتفاقات أوسلو، كما قاد المفاوضات التي جرت في القاهرة وأصبحت ما يعرف باسم اتفاق غزة-أريحا.
ينظر إلى أبو مازن على أنه شخصية معتدلة، وكان من بين القيادات الفلسطينية الرئيسية التي فتحت حوارا مع الجناح اليساري اليهودي والحركات الداعية إلى السلام في إسرائيل خلال السنوات العصيبة في السبعينيات قبل أن تنطلق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
بالإضافة لذلك ترأس أبو مازن إدارة شؤون التفاوض التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994و عمل رئيسا للعلاقات الدولية في المنظمة.
تم اختياره أمين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1996 مما جعله الرجل الثاني عمليا في القيادة الفلسطينية.
الانتفاضة الفلسطينية
وبخصوص الانتفاضة دعا أبو مازن إلى وقف الهجمات المسلحة على الأهداف الإسرائيلية حتى لا تجد إسرائيل ذرائع لتدمير آخر حصون الحكم الذاتي الفلسطيني.
فمن أقوال محمود عباس في جلسة مغلقة لحركة فتح العام الماضي :
"علينا أن نسأل أنفسنا، لا بضرب أنفسنا بل بمراجعة الأخطاء التي ارتكبناها والاتجاه الذي نسير فيه, لقد آن الأوان أن نبحث عن الذات".
رئاسة الوزراء
تم تعيين محمود عباس أبو مازن رئيسا للوزراء في حكومة السلطة الوطنية وكلفه ياسر عرفات بتعيين حكومة استمرت 4 أشهر من نهاية إبريل/ نيسان حتى بداية سبتمبر/ أيلول حين قدم أبو مازن استقالته فتم تعيين أحمد قريع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني السابق خلفا لمحمود عباس.
الانتخابات الرئاسية
في 25 نوفمبر 2004، تم ترشيح محمود عباس كمرشح رئاسي للسلطة الوطنية الفلسطينية من قبل حركة فتح والتي عقدت في 9 يناير 2005، وقد نجح محمود عباس في تلك الانتخابات الرئاسية وحصل على ما نسبته 62.52% من الأصوات.
عودة اللاجئين الفلسطينيين
عاد محمود عباس إلى فلسطين عام في يوليو/تموز 1995.
وعلى ضوء أصوله من صفد في الجليل - التي أصبحت الآن شمال إسرائيل – فان أبو مازن يحمل آراء متشددة بشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين، فقد تولى أبو مازن قضية اللاجئين في السلطة الفلسطينية وبذل جهودا كبرى لتحقيق تقدم فيها.
ويقول أبو مازن "ينبغي منح كل لاجئ فلسطيني حق العودة وعندها يتعين أن نناقش التفاصيل التي يجب أن يوافق عليها الطرفان وتكون مقبولة لديهما".
وقد رشح الرئيس عرفات أبو مازن لمنصب رئيس وزراء حكومة انتقالية في حال تنحيه عن قيادة السلطة الفلسطينية, أما المرشح الثاني المحتمل لهذا المنصب فهو أحمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني.
ويمثل أبو مازن - كونه عضوا بارزا في القيادة الفلسطينية يتمتع باحترام، إقليميا ودوليا، - استمرارية تنال قبول الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطيني.